كتاب التنبيه والدلائل
  سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ}[البقرة: ٢٦١]. فنسأل اللّه جل اسمه أن يبلغنا ذلك الزمان، ويجعلنا ممن يجود فيه بمهجته، فضلا عن بضاعته، ونستعين به على ما نسر ونعلن من طاعته، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم.
  وسألتم - تولى اللّه رشدكم وهدايتكم - عن أخماس الأشجار والأبذار والحيتان، وما يجري مجرى ذلك مما لم يأت فيه أثر عن النبي ~ وعلى اللّه وسلم؟
  و [سألت] عن أبي عبد اللّه محمد بن القاسم: هل دعا إلى نفسه الإمامة؟
  ولم يكن حال أبي عبد اللّه ¥ يخفى على أولياء اللّه، ولا استتر عن حزب اللّه، فإن كان أخفى ذلك قوم علموه وأسروه ممن شاهده بغيا عليه، فإن اللّه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وقد كان مثل هاتين المسألتين قد تقدمتا من إخواننا الطبريين في حياة أبي ¥، وإحداهما خاصة في إمامة أبي عبد اللّه، وفضائل أخوته، ثم جرت مسألة من إخواننا الطبريين في الأخماس، فأنكر شيخنا أبو القاسم إسحاق بن القاسم ذلك من أمر الخمس، ورد بردا من ذلك الوجه، فردّ عليه الحسن بن مهدي بن عبد اللّه بن سهل الطبري، ردّا عنفه فيه، وأنكر مع ذلك كلام من أثبت إمامة أبي عبد اللّه، فأجابه الشيخ أبو القاسم إسحاق بن القاسم بجواب يجمل، فعلمت أن العجم لا يقنعهم من الجواب إلا ما كان بيّن التفسير، فأجبت في ذلك بجواب حكايته تغنيني عن جواب هاتين المسألتين، وهو: