مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 88 - الجزء 1

  فإني قرأت كتابا وجّه به أخونا الحسن بن المهدي بن عبد اللّه الطبري، إلى شيخنا أبي القاسم إسحاق بن القاسم بن محمد بن القاسم رحمة اللّه عليهم أجمعين، ولم أكن ممن حضر بالمدينة حرسها اللّه في وقت موافاة الحاج، فأكون قدمت كتابي هذا مع من وافى من الإخوان في العام الماضي، ومع ذلك فلم أشك أن شيخنا أبا القاسم - حاطه اللّه - قد أنفذ جوابا، ولم آمن لضيق الوقت، واستحثاث العجلة، أن يكون لم يأت في كتابه بالذي لا يمتنع عليه من الجواب عند المهلة، وتصورت مع ذلك رسالة أخينا، فإذا هي لا بد تقتضي جوابا، يكون له فيه مقنع، ولمن لما ادعاه علينا مدفع، وسأشرح له ولكم يا جماعة إخواننا السبب الذي أوجب رسالته واقتضى جوابنا.

  اعلم وإخوتنا جميعا - وقانا اللّه فيكم جميع الأسواء - أنه ورد إلينا أخونا وأخوكم إسماعيل بن علي، ووصل إلينا بدراهم ذكر أن بعض الإخوان أرسل بها، فقبضناها منه على سبيل ما كنا نقبض عليه ما ينفذه إلينا إخواننا، ثم جرى بعد خطاب بدأ لنا فيه من كلامه، أنها خرجت ممن لا خمس عليه، إلا برأي إمام له ورآه في عصره، وأن الذي أخرجها أخرجها على سبيل الإيجاب، في جميع الحالات والأسباب، لا على سبيل الاستحباب، فكرهنا أخذها على هذا السبيل، فرد أخونا الحسن بن مهدي ردا احتج فيه بغير ما حجة أقام برهانها، ولا بآية أوضح بيانها، فكان أول ما ذكر لنا، واحتج به علينا، أنه روى عن النبي ÷ في بعض ما أثره منه من فضل أهل بيت محمد عليه و $ قوله: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»، وهذه الرواية - والحمد