مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 89 - الجزء 1

  للّه - حجة لنا يوجب عليه التعلق بنا، والتمسك بحبلنا، ولقد كان الواجب على أخينا حين اشتبه عليه ما فعلنا، أن يجعلها مسألة يستقصي فيها علينا، فيقول: فعلتم وما الدليل على هذا وذا؟ فتكون حينئذ بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن تقيم دليلا أولا، فيتبين له منا عجز، فيكون حينئذ علينا مؤيّد، ولما يبدو له من جهلنا مفندا، ثم ذكر بعد ذلك في خطابه - تولى اللّه كفايته - الأئمة $، واجتزى بمعرفة المخاطب بهم عن تسميتهم، وذكر القاسم #، وأن جده عبد اللّه بن سهل احتج بحجته، وتعلق ببرهانه، واقتدى بقدوته، وتسنن بسنته المستقيمة، واستنار بنوره، واستفاد منه علما جما، ثم ذكر أنه نال من الهادي # مثل ما نال من القاسم #، وأجاز له روايته وسماعه عنه، وكذلك المرتضى والناصر @، حتى استفاد منهم كتبا فيها علم الخلائق طرا، مما يحتاج إلى يوم القيامة، ولقد طال فكري عند هذا الخطب، وترك سؤاله لهذه الذرية من بعد القاسم. ومحمد بن القاسم في هذا الزمان الذي يذكر موجود بعد غير مفقود، فيا عجبا له لم ترك سؤاله وهو إذ ذلك أقعد الناس بالقاسم؟! ومن لم يكن ينكر فضله أحد من ولد القاسم، بل كان كلهم يعلم أنه إذ ذلك العالم، وإن في هذا ومثله لدليلا على فساد ذات بينكم، فإلى اللّه المشتكى وهو حسبنا.

  وذكرت أن مهديا بن عبيد اللّه سألهم عن الأخماس وكم هي وما هي؟

  فكان من جواب الهادي رحمة اللّه عليه له أن قال: الغنائم - أكرمك اللّه - فهي كل ما غنم في حجر أو مدر أو بر أو بحر أو عسكر، من ذلك الذهب والفضة والحديد والنحاس والزئبق والكحل والسمك والدر واللؤلؤ