مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 90 - الجزء 1

  والعنبر والمرجان، وغير ذلك من سائر المعادن، كانت في بر أو بحر، وكذلك الخرز والفصوص، وما غنم من عساكر الباغين ودور الحرب ففي كل ذلك ما جعل اللّه من الخمس من الأصناف، الذين جعلت لهم، وأنا أرجو بمنة اللّه أن لا يكون رجل من فضلاء الشيعة وعلمائها ذكر إلا ما ذكر له، ولكن ليس كل الكلام يجزي ظاهره عن باطنه، والقاسم # العالم وبه يقتدي العالم، ثم ولده من بعده يقفون أثره، ويعلمون أمره، وما أعلم منهم من بعد القاسم إلى هذه الغاية مختلفين، ولا فيما بعد من الأرض وقرب إلا مؤتلفين، إلا أن يكون ذو جهل بظنه، ولا يعرفه بعينه، فلعله أن يكون لقلة معرفته يتابع المخالفين، تعرضا لدنيّ ما ينال، وطمعا لما يؤكل من سحت الأموال، ولعله مع ذلك موافق لأهل بيته في باطن أمره، وما يسر من شأنه، ومع ذلك فعلماء ولد القاسم # مجمعون أنه لا اختلاف بين القاسم ولا بين أحد من ولده، ومنكم يا إخوتنا من يزعم ذلك لاشتباه الكلام عليكم، وقلة الإنصاف فيكم، ولاجتزائكم بأنفسكم عن ذرية نبيكم، ~ وعليهم وسلم، الذين أمرتم بسؤالهم، وندبتم إلى طاعتهم، وذلك قول اللّه عز من قائل: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً ١٠}⁣[الطلاق: ١٠].

  فسمى اللّه تعالى رسوله: ذكرا، وعرفكم باسمه طرا، ثم قال عز من قائل: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ}⁣[النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧]. وأهله فهم: ذريته، ومن لا يختلفون في منزلته، من رسول اللّه ÷، ثم قال جل اسمه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}