مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 91 - الجزء 1

  [النساء: ٥٩]. فهل تعلمون أن أولي الأمر إلا من أمر بما أمر به الرسول، ونهى عما نهى عنه من ذريته ~ وعليهم، أو تقولون و - عائذا باللّه - ما قالت الرافضة: فلان إمام، وفلان ليس بإمام، وذرية فلان أئمة، وذرية فلان ليسوا بأئمة، ثم تفرقوا بعد ذلك فرقا، كل فرقة منهم تكفر الأخرى، وكل فرقة تطعن في إمام الأخرى، بغيا على آل نبيهم، ظلما لهم وتعديا عليهم، واللّه المستعان على ما يصفون، فهؤلائك ومن كان مثلهم الذين يقول اللّه ø فيهم، ويخبر أهل الإيمان عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ١٥٩]. هذا وهم مجمعون معكم، أن الأرض لا تخلو من حجة من أهل بيت رسول اللّه ÷، إلا أن الرافضة قد أقروا أن حجتهم غامضة، وأنتم مقرون أن حجتكم ظاهرة، لا يخلو منه زمان، إما قائم بحق، وإما قاعد بحق، فيا عجبا لكم لقد ذهب بكم الهوى! وفتنتكم الرؤساء! حتى عاد بعضكم يطعن على بعض، وبعضكم يكفر بعضا، ومع ذلك فلم نسلم منكم، كما لم يسلم من كان قبلنا من شيعتهم، فإلى اللّه المشتكى، وهو لكل خير المرتجى.

  وعدت إلى ما ذكرت - أكرمك اللّه - من أمر الخمس، اعلم - - وفقك اللّه - وإيانا للهدى، وجنبنا وإياك الغي والردى - أن بعض الخمس الذي ذكر لكم الهادي # وأبناؤه لا يخلو من ثلاثة وجوه:

  إما لمعنى، وإما لاستحباب، وإما لإيجاب.

  فأما الإيجاب فيستحيل عندنا، ولا يصح في قولنا. ومن الدليل على ذلك أنا وإياكم مجمعون في الإمام أن قوله لا يتناقض، ولا يجد إليه سبيلا معارض