مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 92 - الجزء 1

  ، وهذا القاسم # وبنوه أجمعون متفقون فيما أصلوا من الأصول، وشرحوا من الحق، يزعمون أن للحق وجوها أربعة:

  منها: كتاب اللّه جل اسمه.

  ومنها: ذرية رسول اللّه ÷، المترجمة عن الكتاب والسنة.

  ومنها: حجة العقل وهي أوكدها.

  ومنها: سنة رسول اللّه ÷ المجمع عليها.

  وهذه الأمة تجمع جميعا ونحن مجمعون معهم، أن الغنائم التي نطق بها كتاب اللّه، وخمّسها رسول اللّه ÷ وجرت سنته فيها، هي: ما غنم من أموال المشركين، وما أفاء اللّه به على رسوله إلى الغانمين، والمعادن من الذهب والفضة وشيء من الجواهر دون ما صنفت، أجتزئ عن شرحه لك بمعرفتك له، مما هو مضمّن جميع النسخ التي بأيديكم، فهذا معلوم عند جميع الأمة، قد تواترت بذلك الأخبار، وتتابعت فيه الآثار، اللهم إلا أن تكون علمت من الأمة إجماعا لم نعلمه، فأبن ذلك؟! ولن تبينه أبدا، ولن تطابق فيها أحدا من هذا الوجه خاصة، والوجه الثاني من الوجوه الثلاثة التي ذكرت أولا في خطابي، وهو وجه المعنى، وذلك وجه يردك عن رأيك إذا قلت محتجا على خصمائك، فإن هذه الأصناف التي ذكرت، ولأسمائها جميعا قد فرقت، قد وجدنا عيونها بأسرها فيما غنّمنا اللّه، فلا يكون لهم بد من الإجماع معك على أن يخمس ذلك كله إذا كان قد غنم، وأخذ من أيدي القوم الذين قهرهم المحقون، وظفرهم المسلمون، وقول اللّه جل اسمه: {ما