مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 95 - الجزء 1

  وقلت: إنهم يقولون: إن الإمام لم يكن إلا علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، والقاسم، وأبو عبد اللّه محمد بن القاسم، ولا يقرون بإمامة زيد مع ورعه، وقد فهمت جميع ما قلت، وتصورت كل ما ذكرت، فإذا هو باب يسمج، ويحتاج أن يوضح لأهله المنهج، إذ أشهد بذلك عليهم غير خصمهم، لأن جميع العلماء يجمعون أن الخصم لا تجوز شهادته على خصمه، وهو مع ذلك مؤمن تقي، ومع ذلك فلست آمن أن يكون القوم الذين ذكرت طعنوا في أئمتنا $، حين ردوا عليهم قبل استتمام الحجج عنهم، وقبلوا عليهم شهادة خصمائهم، ومع ذلك فقد لقينا من القوم الذين ذكرت طرفا، ولم يظهر لنا منهم مثل الذي ظهر لك، ولو ظهر لنا ذلك لنقضنا رث ما يقولون، وأبرمنا من الحق ما يكرهون، إلا أن لكل نبأ مستقرا.

  وأما ما تختلفون فيه من تفاضل أئمتكم، فأنتم تجدون اليقين في ذلك، إذا أنزلتم كل إنسان منزلته من رسول اللّه ~ وعلى اللّه وسلم، فالأقعد به مع تمام العلم أعلى طبقة، ولن يقعد عالم إلا أن يكون يقعد به أهل زمانه، فيكون ذلك معذرة له وحجة عليهم، أو من وراء جهد من علة مانعة من القيام، فاعلموا ذلك.

  وأما إمامة أبي عبد اللّه محمد بن القاسم #، فقد كان جماعة من شيعة القاسم ~ سألوا أبي رحمة اللّه ورضوانه عليه عن فضل أبي عبد اللّه محمد بن القاسم ª، و [سألت] عن إخوته من ولد القاسم، وسألوه أن يخبرهم عن نعوتهم وما سموا إليه بهممهم، و [سألت]