كتاب التنبيه والدلائل
  عن يحيى بن الحسين هل قام في أيام أبي عبد اللّه؟ وهل كان أبو عبد اللّه رحمة اللّه عليهما ممن قام، والتأمت فيه شروط الإمامة؟ فكان من جوابه لهم، وما رفع من الحديث إليهم، أن قال: حدثني أبي عبد اللّه بن محمد، وعمي عبد اللّه بن الحسين، عن الحسين بن القاسم رحمة اللّه عليهم قال: سمعت أبي القاسم بن إبراهيم وهو يقول: صحبت الصوفية أربعين سنة، ودرت الشرق والغرب، ولم أر رجلا أشد ورعا من ابني محمد.
  وقال: وحدثني عمي عبد اللّه بن الحسين ¥ قال: رأيت عمي أبا عبد اللّه في ليلة من الليالي وهو يطوف بالكعبة في وقت من الليل، لم يكن يطوف بالكعبة فيه أحد من الناس إلا هو، ورأيته من حيث لم يرني، فلما قضى طوافه، رأيته وقد رفع يده وقد تطقطقت عضداه من الكبر، فدعا اللّه بما شاء من الدعاء وقال: اللهم إن كنت رأيتني حيث نهيتني فلا تغفره لي، ثم وضع رجلا على رجل، وقال: اللهم إن كنت مشيت بهما حيث تكره، فلا تغفره لي.
  قال: وحدثني أبو القاسم طاهر بن يحيى الحسين الحسيني قال: كانت بنو أبي طالب إذا أتى محمد إلى جماعتها لا يتكلم بين يديه منها متكلم، إلا من بعد كلامه.
  قال أبو القاسم طاهر بن يحيى: ورأيته وهو في المسجد الحرام وقد مر ابن أبي ميسرة يختال ويخطر في مشيته، فحصبه بكف من حصا، وقال له: تعال فلما وقف بين يديه زجره، وقال: قد بلغني كلامك في بني أبي طالب، فارتعد ولم يحر جوابا، وقد كان من رؤساء هذه الدنيا، وجبابرة أهلها.