كتاب التنبيه والدلائل
  قال أبي رحمة اللّه عليه: وحدثني عبد اللّه بن طاهر، عن أبيه قال: كان قد وقع بين بني حسن وبني جعفر تلك الفتنة، فكانت فتنة ظلم وطلب رئاسة، فنهاهم عنها فلجوا عليه، فلم يدخل بينهم، فلما اقتتلوا قتل من قتل وبقي في المعرك جرحى من الكل، فرفعهم جميعا وجعل لهم من قام بهم، وأجرى لهم النفقة الكافية حتى بروا، ولحق كل حزب منهم بأهله.
  وقال أبي رحمة اللّه عليه: وحدثني أبي عبد اللّه بن محمد قال: كان أبي محمد بن القاسم يتنزه عن أكل أرزاق السلطان.
  و [سألت] عن كثير مما يأتي من القسوم، ويتورع عن ذلك كله.
  قال أبي علي بن عبد اللّه رحمة اللّه عليه: وحدثني ابن بويه، عن عبد الرحمن بن إبراهيم العامري قال: بعثني القاسم بن إبراهيم ~ إلى أبي جعفر محمد بن جعفر بن عبيد اللّه بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمة اللّه عليه بكتاب يخطب فيه ابنته فاطمة ابنة محمد بن جعفر لابنه محمد بن القاسم، فكان من رد أبي جعفر على أبي محمد القاسم بن إبراهيم ~ أن كتب إليه: ﷽، وصل كتابك أمتعنا اللّه بحياتك، ووهب لنا طول عمرك، تذكر فيه فاطمة بنت محمد بن جعفر، لأبي عبد اللّه - أحسن اللّه توفيقه - والأمر فيهما إليك، وقد جعلت الزواج بيدك، فأملكه على اسم اللّه وبركته وتوفيقه، فمثل أبي عبد اللّه يخطب ولا يخطب، ولقد امتلأت سرورا بقربه منا، وكينونته من جملتنا، جمعهما اللّه على الألفة، وكفاهما شر إبليس اللعين برحمته. قال: ولو عددنا فضل أبي عبد اللّه رحمة اللّه عليه لما بلغنا الغاية فيه.