كتاب التنبيه والدلائل
  فقال:
  قد يعلم اللّه العليم بأنني ... دعوتهم لو يقبل اللّه داعيا
  ولكنه | راجا أهل دهره بكثرة الغدر، والإخلاف في كل أمر، حتى علت سنه، ولزمه مرض في ركبتيه أزمنه، فزال عنه فرض القيام عند ذلك، فكان كما قال اللّه ø: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ٥٤}[الذاريات: ٥٤]. فهذا ما ذكر أبي رحمة اللّه عليه من فضائل أبي عبد اللّه وإمامته، وقد شرحت لكم في الإمامة في أول كتابي هذا ما إذا عملتم به لم تضلوا أبدا، فاعلموا بذلك تلقوا رشدا.
  وقال أبي رحمة اللّه عليه لمن سأله: وأما الهادي رحمة اللّه عليه فلم يقم حتى آل عمه إلى الحال التي سقط عنه معه فرض القيام، مما تقدم ذكره أولا في كتابنا هذا، وكان قيام الهادي قبل وفاة عمه @ بسنة، وعمه يومئذ زمن لا يقوم، وهو يعد إذ ذاك من السنين نيفا وثمانين سنة، رحمة اللّه ورضوانه عليهما.
  ثم ذكر أبي رحمة اللّه عليه إخوة جده محمد بن القاسم فقال: والحسن بن القاسم فقيه أهل زمانه رحمة اللّه عليه، مع ما كان يذكر عنه من بصره بالأمور، وحسن جواره للجيران، ورحمته للأيتام، وتحننه إلى الضعفاء من الأنام، يبغي بذلك الثواب، ويتقرب به إلى رب الأرباب، فعرّفه اللّه صالح ما قدم، وألحقه بجده النبي المكرم.
  وإسماعيل بن القاسم في الدين كان نسيج وحده، أبر الناس برحم، وأبعده من كل قبيح وإثم، رحمة اللّه عليه.