مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 100 - الجزء 1

  والحسين بن القاسم خير خلف لسلف، أو ربع أهل زمانه، وأبصرهم بالعربية، وأبعدهم من الأفعال الدنية، فرحمة اللّه عليهم أجمعين، ونوامي بركاته، فلقد حذوا من فعل أبيهم ما لم يحذ أحد من الأولاد، إلا من كان مثلهم من السلف والأجداد، ومن فضل أبي عبد اللّه وإخوته فما لا تحيط به، وهو غير غبي عند من عرفهم، ممن يقتدي بهم وبسلفهم.

  ثم بنو القاسم بعد ذلك لا ينكر بعضهم فضل بعض والسلام.

  وهذا ما كان من جواب أبي ¥ لمن سأله، فاللّه اللّه يا إخوتنا في فكاك أنفسكم، وخلاص مهجكم، فلن تجدوا لها مخلصا غيركم، واعلموا أنا بمنّ اللّه بسبيل لا يضل من سلكه، ولا يرشد من تركه. واعلموا أن اللّه نهاكم عن اتباع ما سواه من السبل، فقال عز من قائل: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}⁣[الأنعام: ١٥٣]. فنسأل اللّه أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه.

  وسأل أخونا أبو الهيثم يوسف بن عقيب الهمداني - تولى اللّه رشده - مسألة انفرد بها، وكانت مسألته - تولى اللّه كفايته، وعظم هدايته - عن صبية ابتدأها الحيض ولج بها، وجهل أول أمرها، حتى مضت له مدة من الزمان، والدم لاجّ بها، وعاد لا يتمعنى لها الحيض من الاستحاضة، وذكر مع ذلك أنها غريبة لا نساء لها، فظننت أن مسألته هذه عنته فلم أجبه عنها، وذلك أني لم أجد هذه المسألة في مسطور أئمتنا $، ثم عاد لهذه المسألة بعينها، فاستنبأته هل لها حقيقة، فذكر لي أن مثل ذلك قد جرى وكان، فلما صح لي ذلك رفعت الجواب لأعمل في مسألته النظر، أو أجد