مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 115 - الجزء 1

  بقدم الواحد الفرد المجيد، والإيقان بأن ما سواه محدث يبيد، وأنه لا يظلم أحدا من العبيد، ولا يعاقب على ما يريد.

  والتصديق بالوعد والوعيد. ومعنى التصديق فهو: الإيقان بصحة قول السيد المجيد، الذي لا يخلف من وعده الموعود، ولا يصرف عمن عصاه الوعيد.

  والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومعنى الأمر فهو: القول من المؤمن لمن يأمر بطاعة اللّه أو ينهاه عن معصيته، والحجة التي لا تعدم في أرض اللّه، وممن الحجة فهو: من يبعث اللّه من الأنبياء في أزمانهم، ومن أوجب له الإمامة من بعدهم.

  والأسماء التي يفرق بها بين عباد اللّه. ومعنى ذلك: أن اللّه سبحانه سمى المطيعين له: مؤمنين، وسمى العاصيين والجاحدين: مشركين وكافرين، وسمى من أخفى الكفر وشهد بالشهادتين غير معتقدين لذلك: منافقين، وسمى من خالف وفسق من أمة نبينا ~ وعلى آله: ظالمين.

  فهذا تفسير الخمسة الأصول ومعانيها. وأما تصنيف المعاني فقد اجتزيت بكتاب التوحيد عن الكلام على ذلك، فانظره يا أخي ففيه شفاء لما تريد، ولكل مرتاد مستفيد، وفقنا اللّه وإياك للرشد والتسديد برحمته.

  و [سألت] عن الإرادة هل هي إرادة أو إرادتان؟

  الجواب: اعلم - وفقك اللّه - أنها إرادة واحدة، لحالين: أحدهما حتم مقدم لم يتعبد اللّه العباد فيه بحال عند كونه، والآخر كالأول إلا أنه حتم مؤخر تعبد اللّه العباد بحذر ما حتم منه قبل إنفاذ حتمه له، تخييرا منه لهم، لم