أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[موت يحيى #]

صفحة 111 - الجزء 1

  قال مسرور: فلمَّا قلتُ له ذلك.

  قال: قلْ له: يا هارون إلْهَ عن ذكر أولئك؛ فإنَّك لو قَطَّعْتي إرباً إرباً لم يرني الله اشركك في دمائهم، ولو أعطيتني جميع ما في الأرض ما أنبأتك باسم واحد منهم، فاصنع ما بدا لك؛ فإنَّ الله بالمرصاد.

[موت يحيى #]

  قال المدائني: وقال هارون يوماً لأسلم: كيف ضيفك؟

  قال: صالح، قال: لا أصلح الله حالك.

  حتى قال ذلك له مراراً في أوقات مختلفة، فبقي أسلم لا يدري ما معنى كلامه، فأتي مسروراً الكبير، فقال: إنَّ أميرالمؤمنين كُلّما سألني عن ضيفي قلتُ: صالح، قال: لا أصلح الله حالك.

  فقال له مسرور: إنما دفع إليك أميرالمؤمنين عدوّه لتغذوه له، ويكون عندك صالحا!.

  قال أسلم: فجئتُ إلى محبسي فأخرجتُ يحيى منه وجعلته في بيت دونه ثلاثة أبواب وأغلقتُ الباب الأول والثاني والثالث؛ فخاف يحيى مما أردته به، فجعل معه بستوقةً من سمن أخفاها في كمّه وأنا لا أعلم، فلما كان بعد سبعة أيام أتيتهُ والموكلون بالباب، فدخلتُ عليه وأغلقتُ الباب من داخل فإذا هو يصلي، فاشتدّ تعجّبي وقعدتُ بحذاه، ثم قلتُ: بهذه الخلقة أردت الخلافة؟ وبهذا الوجه أردتَ الخروج على أميرالمؤمنين؟ - وكان يحيى # خفيف اللحية -.

  وهو مقبل على صلاته ما يلتفت إليَّ، فما زلْتُ اتعرّض به وهو مُقبل على صلاته ما يلتفتُ إليَّ حتى شتمته بالزاني، فأسرع في صلاته وأَوْجز فيها، ثم وثبَ إليَّ وُثُوبَ أسد فقعد على صدري، وقبضَ على حَلْقي وعصره حتى ظننتُ أنه قد قتلني، ثم أرسلني حتى