مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)
  وأَبت الخروج؛ وقالت: «والله لا تخبَّرت عنك الركبان؛ بل أحْضُر وأشاهد مايكون من أمرك، فلما بلغ خبرها إلى المسمى بالهادي قال: متى تأتي، والله لأطرحنّها إلى الواس؟
  فجعل الله نقمته قبل مواصفاتها(١).
  · وكما شدت الوطأة بعد كربلاء على البقّية الباقية من الذرية الطاهرة؛ شدت الوطأة أيضاً بعد معركة فخ على أهل البيت $، حيث أمر موسى بن عيسى العباسي بالوقيعة على آل أبي طالب، وعمد العُمري - وهو بالمدينة - بعد أن عَلِم بمقتل الإمام الحسين بن علي الفخي # إلى إحراق داره، ودور أهله، فحرّقها وقبض أموالهم، ونخلهم؛ وجعلها في الصواني المقبوضة.
  ولنا أن نستعرض تلك المواقف البطولية في المعركة، فهذا الإمام الحسين الفخي # وقد أُصيب بطعنة عظيمة، طعَنَه رجل من بني الحارث، وصوائب كثيرة، فصار يقاتل والدم لا يرقأ.
  فقال له بعض أصحابه: لو تنحّيت لما قد صار فيك.
  فقال الحسين #: (رُويت عن جدي رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله يبغض العبد المؤمن يستأسر إلاَّ من جراحه مثخنة»).
(١) الشافي: ج ١/ ١٢٧.