أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)

صفحة 16 - الجزء 1

  ويحدّث من رآه حال المعركة وقد تنحّي: فدفن شيئاً، ثمّ عاد فكَرّ عليهم، قلتُ لعله دفق خاتماً أو جوهراً، فلما انقضت الحال كُنْتُ فيم سلم، فرجَعْتُ إلى الموضع لعلي أَجِدُ الدفين؛ فوجدتها قِطْعَة من جبينه ~.

  وكذا ذلك الموقف من الحسن بن محمد بن عبدالله النفس الزكية؛ عندما أصابته نشّابة في عينه، فتركها، وجعل يُقاتل أشدّ قتال؛ فناده محمد بن سليمان - وكان من الميمنة للمسوّدة - وموسى بن عيسي - في الميسرة - وسليمان بن أبي جعفر والعباس بن محمد - في القلب -:

  يا ابن خال اتقّ الله من نفسك لك الأمان.

  فقال: والله مالكم، فلم يزل به حتى قال: أقْبلُ منكم، وكسر سيفاً هندياً كان في يده يُقاتل به، فتلقّاه محمد بن سليمان بقدح سويق، وثلج، ونزع النشّابة، وجاء بدهن ورد في قطْنة، فتركه على العين، فبصر به العباس بن محمد، فصاح العباس بن محمد بابنه عبيدالله: قتلك الله إنْ لم تَقْتله، أبعد تسع جراحات تنتظر هذا.

  فقال موسى بن عيسى: أي والله، عاجلوه.

  فقال له بعض الحاضرين: من أنت؟

  لأن الدم كان قد غَشِيَهم، حتى لا يكاد الإنسان يُعْرف.

  فقال: أنا الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب؛ عادتكم يا بني العباس!

  فحمل عليه عبيدالله فطعنه، وضرب العباس بن محمد عنقه، وشبّت الحرب بين العباس بن محمد ومحمد بن سليمان، وقال: أمّنت ابن خالي وقتلتموه.