أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[أسباب ثورة الإمام الحسين الفخي]

صفحة 28 - الجزء 1

  عمر كلام، فوكزه الحسن وكْزة فأصابته شجيجة⁣(⁣١)، فاستعدى العمري على الحسن، فطلب الحسن بن محمد فلم يوجد وقته ذلك، فوجّه العمري إلى الحسين بن علي، فجيء به مُتَعْتعاً قد عُنف⁣(⁣٢) به ولُبِّب⁣(⁣٣)، حتى أُدخل على العمري، فقال له: إئتني بالحسن بن محمد وإلا والله ملأت ظهرك وبطنك ضرباً.

  فقال له الحسين: إن الحسن بسوَيْقة⁣(⁣٤)، وأنا مقيم بالمدينة، ولستُ أقدر عليه لأنَّه رجل حُرٌّ لا يمكنني اقتضابه، وما أنا له بكفيل⁣(⁣٥).

  فقال له: ما يُصنع بهذا الكلام؟، والله لتأتِينِّي به أو لأملأن ظهرك وبطنك ضرباً. ... قال: إنَّ بيني وبينه ستة وثلاثين ميلاً، فأمهلني إذاً وافسح لي حتى أخرج إليه وأجيئك به.

  قال العمري: يا هولاء اشهدوا أنَّ امرأتَهُ طالق، وكل مملوك له حرٌّ إن لم يأتِ به غداً قبل الزوال، إنْ لم يضرب الحسين بن علي ألف سوط عاش منها أو مات، وإنْ لَمْ يركب إلى سويقة فيخرّبها ويأتي بنسائهم حُسّراً حتى يولجهُنَّ الحبسَ، وليعودَنَّ إليه إن لم يجده.


(١) الشجيجة: هي الكسرة.

(٢) عُنِّف: أي عامله بالعنف، والعنف: ضدّ الرفق.

(٣) اللَّببُ: المنحر، يقال: أخذ بتلابيبه.

(٤) سويقة: تصغير ساق، وتسمى سويقة بني حسن «عين على ميل من السيالة» وهي موضع قرب المدينة المنورة، معجم البلدان ٣/ ٢٨٦.

(٥) في مقاتل الطالبيين (ط ٢ - ٣٧٢): (أن العُمري حمل على الطالبيين وأساء إليهم وأفرط في التحامل عليهم وطالبهم بالعرض كل يوم ...... إلخ، وأخذ كل واحد منهم بكفالة قريبه ونسيبه).