[أسباب ثورة الإمام الحسين الفخي]
  فاستحلف(١) العُمَريُّ الحسين بن علي بحق القبر ومن فيه ليأتينَّه به إلى المدينة إلى دار مروان، فإن لم يجده في الدار أشهد على موافاته به شهوداً.
  قال: فانصرف الحسين بن علي فركب حتى أتى سويقة، فبعث إلى الحسن بن محمد فجاءه، واجتمع إليه آل عبدالله بن الحسن: يحيى بن عبدالله بن الحسن، وإدريس، وسليمان، ومن حضر منهم، فقال الحسين للحسن: قد بلغك يابن عم ما كان بيني وبين هذا الفاسق.
  قال [الحسن بن محمد]: فامضِ - جعلتُ فداك لما أحببت، إن أحببت جئت معك حتى أضع يدي في يده الساعة.
  فقال له الحسين: ما كان الله لِيطَّلِع عليَّ أنْ يكون محمدٌ صلى الله عليه وآله حجيجي غداً في دمك، ولكني أقيكَ بنفسي.
  ثم تشاور القوم، وبعث إلى موسى [الكاظم] بن جعفر بن محمد فحضروا إلى عبدالله بن الحسن الأفطس، فاجتمع رأيهم جميعاً على أن لا يعطوا بأيديهم، وأن يبلوا عذراً في جهادهم، إلا أن موسى بن جعفر قال: أنا ثقيل الظهر ولو خرجتُ معكم لم يتركوا من وُلداني أحداً إلا قتلوه، فاجعلوني في حلِّ من تخلفي عنكم، فعرفوا عذره، فجعله الحسين في حلِّ، فودَّعهم، وقال لهم: يابني عمي أجهدوا أنفسكم في قتالهم وأنا شريككم في دمائهم؛ فإن القوم فُسَّاق يسرّون كفراً ويظهرون إيماناً(٢).
(١) في مقاتل الطالبين (ط ٢ - ٣٧٤)، وفي الطبري (٨ - ١٩٣): (أن يحيى بن عبدالله هو الذي أعطى عهداً، وحلف أن يأتيه بالحسن بن محمد).
(٢) هناك إضافة في موقف موسى الكاظم، انظر المقاتل (ط ٢ - ٣٧٦، ٣٧٥).