أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[توجه الحسين بمن معه إلى مكة]

صفحة 35 - الجزء 1

  وأرْدَفهم مبارك التركي؛ إلا أن مباركاً تثاقل عن إدراكهم شيئاً، وكان مبارك التركي قريباً من المدينة في جيش كثيف، فأقبل؛ ولقي الحسين يوم الثالث من خروجه، فدخل المدينة، وخرج إليه أهل المدينة فكلّموه في أن يقاتل، فقاتل يوماً إلى الزوال، فكانت حربهم سِجَالاً، ثم انصرف عنه فكلّمه أهل المدينة؛ فوعدهم ثم مضى لم ينصر ولم يحارب، ولم يحضرهم في حروبهم، فنقم ذلك موسى الهادي على مبارك⁣(⁣١).

  فأخبرني أبو زيد، قال: حدثني المدائني قال: حدثني عبدالرحمن بن يقطين، قال: حججت أنا وجماعة إخوتي ذلك العام فحُصِرْنا، وكان عُبَيْد بن يقطين في بقية من علةٍ كان وجدها، فأتاه حجر فأصاب وجهه فأدْماه شيئاً، فدعا بقوسه فأوْتَرها فرمي سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي فقتله.

  قال: فلقد رأيت أباه يقطين بن موسى وكان حاضراً مشمراً وهو يقول: «سيعلم الناس اليوم يقطين طالبي أو عباسي»، فمرة يقبل على عباس بن محمد فيقول: «عزماً يابن ساداتي»، ومرة ينحرف إلى موسى بن عيسى فيقول: «قُدُماً يابن المنعِمِين عليَّ»، ومرة يقول لعبيد: «إيهَاً فداك أبي وأمي»، حتى انقضت الحرب، وحُزّ رأس الحسين بن علي


(١) تفيد المصادر (المقاتل: ط ٢ - ٤٤٩)، والمصابيح: عن موقف مبارك التركي ما يلي: «هو أنه في تلك السنة قدم حاجاً فبدأ بالمدينة، فبلغه خير الحسين بن علي فبعث إليه من الليل:» إني والله ما أحب أن تبتلي بي ولا أبتلي بك، فابعث الليلة إليّ نفراً من أصحابك ولو عشرة يبيتون عسكري حتى أنهزم وأعتلّ بالبيات»، وفي الطبري ١٩٥/ ٨: إن مبارك التركي أرسل إلى الحسين بن علي: «والله لأن أَسْقط من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أيسر عليَّ من أن أشوكك بشوكة أو أقطع من رأسك شعرة، ولكن لا بد من الإعذار، فبيتني فإنني منهزم عنك، فأعطاه بذلك عهد الله وميثاقه ....».