[توجه الحسين بمن معه إلى مكة]
  ~(١)، فتسلّمه يقطين وبنوه فقدموا به على موسى بن عيسى، وعلي بن يقطين وزيره، فقال لهم موسى: أسرعتم كأنَّكم أتيتم برأس طاغوت، أما إنَّ أقل ما أجازيكم به أني أحرمكم جوائز كم؛ قال عبد الرحمن: فحرمناها(٢).
  قال محمد بن علي بإسناده: فلما وافى الحسين بن علي فخ، وقد كانت عساكرهم القيته بسرف(٣)؛ فحاجزهم مدافعاً إلى قرب مكة ليصلَ إليه من أراده من أهل بيعته ومن واعده بها، أحاطَتْ به العساكر.
  وقد حدثني بذلك أبو زيد عن المدائني - علي بن محمد بن عبد العزيز بن عبدالملك بن عيسي - وأخبرنا سليمان بن موسى عن أبيه عن مشائخ أهل بيته وبعضهم يزيد على بعض، ومحمد بن القاسم بن إبراهيم قد أخبرني ببعضه، فاختصرت من ذلك حسبما رجوته من القصة مؤدياً.
(١) انظر الطبري ٨/ ٢٠٣، الكامل لابن الأثير ٦/ ٩٤ مروج الذهب ٤/ ١٨٦ باختلاف يسير.
(٢) وقاتلُ الإمام الحسين الفحي كما في الشافي ١/ ٢١٧، وفي المصابيح (مصورة - ١١٦) هو حماد التركي، وقد أجازه محمد بن سليمان بمائة ألف درهم، ومائة ثوب، وروى الإمام المنصور بالله في الشافي ١/ ٢١٨: «أن الذين حضروا قتله اسودّت وجوههم قاطبة، وروى أيضاً: أنه لما حضرت محمد بن سليمان الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة، فلم يفصح بها لسانه إلا أنه يقول:
ألا ليت أمي لم تلدني ولم أكن ... شهدت حسيناً يوم فخ ولا الحسن
فلم يزل يردد هذا البيت حتى مات. الشافي ١/ ٢١٩، المقاتل ط ٢ - ٣٨٣.
(٣) سرف: عشرون ميلاً عن مكة باتجاه المدينة، «مناسك الحربي».