أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[كلام الحسين # حين لقيتهم الجيوش]

صفحة 37 - الجزء 1

  قالوا: فتوافت العساكرعلى ما ذكرنا؛ ولحقهم مفضَّل الوصيف، وأبو الورد، وصاعد في جيش كثيف، وحسن الحاجب، ومناره، واستخلفوا على مكة عبيدالله بن قُثَم في جماعة كثيرة تمنع الحاج أن يتوجه منهم أحد إلى الحسين أو يكاتبه، وبثوا في الناس من ينهي إليهم أخبارهم، وقطعوا عليهم الطريق إلى الحسين، وحالوا بين كل أحد وبين الوصول إليه.

  وقال الحسن بن عبدالواحد، قال الجعفري: صار يحيى بن عبدالله إلى مكة مستتراً، فوقف على الصفا فجعل ينادي رحم الله من يعرف الجمل الأحمر، قال: فكان يمر به من بايعه، فيعرفه يحيى؛ فيعرض عنه وقد رآه وسمع صوته.

  قال الجعفري: وحدثني إدريس ويحيى بذلك، فأظن - والله أعلم -، أن القوم لم يكونوا يطمعوا في الوصول إلى عسكر الحسين، وما أظن ذلك بعذر لهم، والله ولي العفو عن كل مقصّر.

  قالوا: فكان المتولي لتدبير الحرب يقطين بن موسى، فجعل محمداً وجعفراً ابني سليمان مع من حضر من آل سليمان بن علي، ومفضلاً الوصيف وصاعداً في الميمنة؛ وجعل موسى بن عيسي وحسن الحاجب ومنارة في الميسرة، ويقطين وأولاده في القلب، وذلك يوم التروية، فالتقوا فاقتتلوا بفخ يومهم ذلك⁣(⁣١).

[كلام الحسين # حين لقيتهم الجيوش]

  قال الحسن بن عبدالواحد: حدثي أحمد بن كثير، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت الحسين ليلة الجمعة حين لقينا أصحاب يقطين، فابتدأ الحسين في كلامه


(١) قارن بما أورده الرازي في قيادة جيش المسوده الطبري ٨/ ١٩٦، والمقاتل (ط ٢ - ٤٥٠).