أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[عرض امان]

صفحة 41 - الجزء 1

  شديدة، فثبتوا لهم، وقُتِل منهم جماعة.

  فحدثني محمد بن القاسم بن إبراهيم - وكان إبراهيم بن إسماعيل طباطبا ممن خرج مع الحسين بن علي -، قال: كان محمد بن سليمان بن علي ممن بُعِثَ مع موسى بن عيسي، وكانت أمّه حسنية؛ وهي زينب ابنة جعفر بن الحسن بن الحسن.

  قال: فلما تصافوا بفخ خرج محمد من عسكر المسوّدة فلقي الحسين وسلّم عليه وقال: والله يا خال ما أشخصي إلى هذا البلد إلا الشفقة عليك والظن بك، ورجاء أن يُحْقن الله دمك.

  فقال له الحسين: ما أعرفني بما تحاول من خديعتي من ديني ودنياي؛ إليك عني.

  فقال له: يا خال لا تفعل، إقْبَل نصيحتي ولا تُعَرِّض نفسك للهلكة، فإنَّ معي كتاباً قد أخذته لك من ابن عمك الخليفة موسى الهادي ابن محمد المهدي بأمانك، وجعل إليَّ أنْ أعرض عليك كل ما أحببت، فَصِرْ إلى أيِّ بلد من البلدان شئت، وسمِّ ما شئت من الأموال والقطائع والضياع.

  قال: فأقبل الحسين #، فقال: يا عبد خيزران⁣(⁣١) وخالصة، أتظن أنِّي إنَّما


(١) المقصود التبكيت والتعبير محمد بن سليمان إذْ ليس إلا عبداً في خلافة يحكمها الحرائر والإماء، فالخيزرانه هي أم الهادي والرشيد، وهي من مولدات نجران من أرض النصارى، ونشأت في جرش من أرض بيشة، وكانت حاكمة مستبدة بالأمور الكبار، وكانت المواكب تغدو إلى بابها لما لها من الأمر والنهي، وأما خالصة فكانت جارية لها، وهي صاحبة القصة المعروفة في مجلس الرشيد هي وأبو نواس حين تلاعب ببيت الشعر وذلك بتحريف العين في «ضاع» إلى همزه لتحويل المعنى حتي يخرج من مأزق نشب فيه، والبيت هو: =