أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[عرض امان]

صفحة 42 - الجزء 1

  خرجتُ في طلب الدنيا التي تعظّمونها، أو للرغبة فيما تعرضون عليَّ من أموال المسلمين؟! ليس ذلك كما تظن، إنَّما خرجتُ غضباً الله ونصرةً لدينه وطلباً للشهادة، وأن يجعل الله مقامي هذا حجة على الأمة، واقتديتُ في ذلك بأسلافي الماضين المجاهدين، لا حاجة لي في شيء مما عرضتَ عليَّ، وأنا نافذ فيما خرجت له، وماضٍ على بصيرتي حتى ألحق بربي.

  قال: فلما رأت المسوّدة ثبات أصحاب الحسين وصبرهم جعلوا له كميناً من ورائهم؛ ثم استطردوا لهم حتى خرجوا من الموضع الذي كانوا قد ألجؤوا فيه ظهورهم⁣(⁣١) إلى الجبل الذي شّيده الحسين بنفسه وأصحابه؛ وقطع مجاز الجبل فيه بالصخر - وهو علي تلك الحال إلى اليوم - فلما خرج عليهم الكمين قاتل الحسين وأصحابه قتالاً شديداً حتى كثر القتل في الفريقين جميعاً، ثم حملت العساكر بأجمعها؛ فصبروا لهم حتي أُبِيدُوا بأجمعهم، وقُتل الحسين ~ ولعن قاتله⁣(⁣٢).

  وثبت في المعركة، وصُرِع أهلُه حوله بعد منازلة ومدافعة وصبر عظيم على وقع الحديد.


=

لقد ضاع شعري على بابكم ... كما ضاع عقد علي خالصه

راجع ذلك: الشافي ١/ ٢١٢، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ط ١ ص ٢٩٨، وديوان أبو نواس.

(١) في بعض النسخ: كانوا فيه، وقد ألجئوا ظهورهم إلى الجبل الذي سده الحسين.

(٢) في المقاتل ط ٢ - ٣٨٣ ذكر قاتله فقال: «كان حماد التركي ممن حضر وقعة فخ، فقال للقوم: أروني حسيناً فأروه إياه فرماه بسهم فقتله، فوهب له محمد بن سليمان مائة ألف درهم، ومائة ثوب».