أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[عرض امان]

صفحة 43 - الجزء 1

  ولقد أخبرني حمدان بن منصور، قال: حدثني القاسم بن إبراهيم الإمام العالم ~، عمّن ذكره من أصحابه، قال: رأيت الحسين والناس في المعركة اعتزل فدفن شيئاً، فأُتْبِع ذلك الدفين فإذا هو بعض وجهه، ضُرِبَ في وجهه ضربةً بَرَتْ عامّته، فاعتزل حتي دفنه ثم تلّثم على وجهه وعاود الحرب، ~.

  وحدثني أيضاً عن محمد بن منصور عن القاسم عن أبيه قال: قيل للحسين بعدما أُثْخن الإثخان: فقد أعذرت.

  فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إنَّ الله ليبغض العبد يستأسر إلا من جراحة مثخنة⁣(⁣١)».

  قال: وقال لهم الحسين: يابني عمي انحازوا وامضوا إلى بعض النواحي، فعسى أنْ تدر كوا بثأرنا يوماً من الدهر، فإني غير مفارقهم {حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ٨٧}⁣[الأعراف: ٨٧]، فأبوا وصبروا حي قُتِلُوا قدّامه واحداً واحداً.

  وأصابت يحيى بن عبد الله سبعون نشابة بين درعه، وكَثُرَ حتى صار كالقنفذ، وجُرِحَ أخوه إدريس بن عبدالله حتى انصبغ قميصه، وجُرح الحسن بن محمد بن عبدالله وفُقئت عينه بنشابة.


(١) في تيسير المطالب ١١٩، عن أبي زيد عيسي بن محمد العلوي: «حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا القاسم بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبي، قال: بايعنا الحسين بن علي الفخي # على أنه هو الإمام، قال: وأصابته جراحة والدم يرمى فقلنا له: أنت في هذه الحال لو تنحيت، فقال: قال رسول الله ÷: «إن الله يبغض العبد يستأسر ...» الحديث».