أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[بث الرشيد العيون لطلب يحيى #]

صفحة 54 - الجزء 1

  وكتب يحيى بن عبدالله إلى واضح مولى منصور، وكان على بريد مصر؛ وكان يتشيع ويميل إلى الطالبين ميلاً شديداً، فكتب إليه أن يتلّطف لحمل إدريس إلى المغرب.

  فلمَّا وافى مصر كان من خبره بها، كما أخبرني محمد بن عمرو بن أبي خالد أبو علاثة، قال حدثنا أخي أبو خيثمة علي بن [عمرو بن خالد⁣(⁣١)] قال: حدثنا إبراهيم بن أبي أيوب، قال: لما قدم إدريس إلى مصر يريد المغرب بلغ هارون الرشيد خبره، فجمع القوّاد فشاورهم، وقال: حدث من أمر إدريس كذا وكذا، فأشيروا عليَّ في أمره.

  فقالوا: أترى أن تبعث في طلبه العساكر؟.

  فقال: ليس هذا برأي، ولكن اطلبوا لي رجلاً ثقة ناصحاً لهذه الدولة أولّيه بريد مصر، فأشاروا عليه بشماخ اليمامي؛ فقدم الشماخ مصراً، وعلى بريدها واضح.

  قال: أبو علاثة في خبره، فقال له الرشيد: انطلق إلى مصر، فسلْ عن خبر إدريس وابحث عنه، فإن قدرت عليه فذاك وإن أُخْبِرتَ أنه قد نفذ إلى المغرب فاطلب رجلاً تعطيه ثلاثين ألف دينار على أن تجعل له منها خمسة عشر ألفاً وتواضعه الباقي، على أن يشتري بها جهازاً ويخرج إلى المغرب، على أنه إذا جاوز رأس الجسر ربط في وسطه كشتير⁣(⁣٢) (⁣٣) ويقول إنَّه يهودي.

  قال: فقدم الشَّماخ إلى مصر وموسى بن عيسى عليها.

  قال: فجاء رجل إلى موسى بن عيسى، فقال: هذا إدريس، وكان هَوَى موسى لا


(١) في بعض النسخ: (عمرو بن العاص).

(٢) في بعض النسخ: كشتبر.

(٣) والإشارة فيما يبدو لثياب الغيار من أهل الذمة.