[رواية أخرى]
  يؤخذ على يديه، فقال للساعي: هل علمتَ شريطتنا في إدريس؟.
  فقال: ما هي أصلح الله الأمير؟. قال: إن دللتنا عليه وصدقتنا عنه أمرنا لك بألف دينار، وإن طلبناه فلم نجده ضربناك في الموضع الذي زعمتَ أنه فيه كذا وكذا سوطاً.
  قال: قد رضيت.
  قال: ادعوا فلاناً وابعثوا إلى الشماخ، وجعل يبعث إلى القوّاد قائداً قائداً حتى شِيْعَ الخبر وبلغ إدريس، وخرج من الموضع الذي كان فيه.
  قال أبو عبدالله: قال الذي كان إدريس نازلاً في داره رافعاً صوته: {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ٢٠}[القصص: ٢٠]، فلما وقع القول في مسامع إدريس علم أن قد رُهِقَ، فطرح ثيابه وأخذ شملة وخرج في هيئة رثّة تشبه هيئة السؤّال، فجاز بالقوم؛ وعرفه واضح وصار به إلى منزله، وحمله من ساعته على البريد إلى أرض المغرب.
  قال أبو علاثة: فجاء بهم الرجل إلى الدار التي كان يسكنها آل بيان الدورقي اليوم بحضرة مسجد عبدالله، فوجد آثاره ولم يوجد إدريس، فضرب الساعي على بابها وفاتهم إدريس وصاحباه.