أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[إرسال هرثمة إلى المغرب]

صفحة 67 - الجزء 1

  فخرج يريدها فلما فصل عن مصر سُقيَ شربة فمات منها، وانتشر من كان معه فقُتل عامتهم.

  وصار هرثمة إلى القيروان في جمادي سنة تسعة وسبعين ومائة، فلم يزل يدسّ إلى إدريس ويحتال عليه؛ ويوجه إلى النفر الذين كان هارون وجههم إلى إدريس إلى طنجة يسقوه السمّ حتى فعلوا⁣(⁣١).

  ثم أمر بالشيعة في جميع الأمصار أن يُقْتلوا ويعذّبوا ويحرقوا حتى ما يُومأُ إلى أحد بريءٍ ولاسقيم إلا أُخذ وعذّب بأنواع العذاب.


(١) أورد الأصفهاني في مقاتله ثلاث روايات عن اغتياله #، الرواية الأولى: كان المنفذ سليمان بن جرير بقارورة الطيب، والثانية بالسمكة المشوية، وهذا مخالف للصواب؛ فسليمان بن جرير من دعاة الإمام يحيى بن عبدالله كما سيأتي في هذا الكتاب.

أما الرواية الثالثة التي انفرد بها الأصفهاني: كان المنفذ الشماخ مولى المهدي العباسي، سمه على أن يوليه بريد مصر، المقاتل ط ٢ - ٤٠٨، وأورد المنصور بالله في الشافي نقلاً عن محمد بن جرير الطبري عدة روايات: رواية اتفقت مع رواية المقاتل «فاستعمل سماً وأمر به قيل مع سليمان بن جرير، وقيل مع رجل أمره أن يتزيّا بزي اليهود إذا صار في المغرب، وقيل مع مزين» الشافي ١\ ٢٤٠، الطبري ١٠/ ٢٩، وعلى اختلاف الروايات فقد صح سمه #، وقد أشار إلى ذلك شاعر العباسية، فقال:

أتظن يا إدريس أنك مفلتٌ ... كيد الخليفة أو يقيك فرار