أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[ظهور يحيى # بالديلم وذكر بعض من بايعه]

صفحة 74 - الجزء 1

  الكناني، وبشر بن المعتمر، وفليت بن إسماعيل، ومنصور البخاري، ومحمد بن أبي نعيم، ويونس بن إبراهيم «الرازي»، ويونس البجلي، وابن عورك اللّهبي، وحبيب بن أرطاة، وسعيد بن خُيثم الهلالي، وغيرهم من فقهاء المدائن وعلماء الأمصار وأهل البصائر.

  فلما انتهى ذلك إلى هارون هاله ذلك وعظم عليه، وبلغ به الغمّ أن ترك شرب الخمر ولبس الصوف أيام يحيى ~ كلّها حتى انقضي أمره.

  قال أبو زيد: فوجّه الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك في سبعين ألف رجل من صناديد رجاله، ووجوه قوّاده، وولاّه الجبل كلّه، والري وكورها، وجرجان، وقومس ودنباوند، والرويان، وجمع له أجناداً لم تجتمع إلاّ له، وأمر له بخمسين ألف ألف، فعسكر بالنهروان، وجاء الرشيد؛ فعرض الجيش بنفسه، فرأى كراعاً ورجالاً ما رأى مثله، وسلاحاً وآلة أعجبته، وردّت بعض رجائه، وأمره بالرحيل من ساعته، وأمدّه بالأموال تتبع بعضها بعضاً، ولم يخلّه من خلعه وتقليده وإمداده في كلّ يوم منذ توجه من عنده.

  وكان أكثر ما يقوم إليه فيه استمالة جستان ومراسلته وملاطفته، ومواصلة سائر قواده ووزرائه، ويوجّه إليهم بالهدايا والألطاف، ويبسط آمالهم ويعدهم بكل جميل.

  فلما نزل الفضل الطالقان، وجّه إلى جستان بالبزّالعظيم من الخزّ والديباج والحرير والأموال؛ وإلى جميع أصحابه، وضمن له أن يحمل إليه في كل سنة ألف ألف درهم قفلة، وألف ثوبِ خزّ، وألف ثوب حرير وديباج، وغير ذلك، وكثّر عليه في الإطماع له، وواتره في برّه وملاطفته وجميع أسبابه، وسأله أن يحمل إليه يحيى صلى الله عليه.

  فقال له جستان: لو أعطيتني جميع ما تملكه ملوك الدنيا لم أسلّمه إليكم، فاعمل مابدا لك أن تعمله.

  فلم ييْئس ذلك الفضل، وواتر برّه له ولحاشيته.