[مقالة يحيى مع جستان]
  وضيع إلا يسير.
  قال: وقالوا لجستان: ليس هو ابن بنت نبينا، هو مدّع فيما يقول إنما هو عبد الرشيد. وسمعت السميدع بن عبد الرحمن المرادي من أهل قزوين وغيره يقول ذلك ويرويه عن مشائخه.
[مقالة يحيى مع جستان]
  قال: فلما شهدوا عند جستان ملك الديلم، قال جستان ليحيى: ما وجدت أحداً تخدعه بدعوتك غيري؟
  فقال له يحيى: أيها الرجل إنَّ لكَ عقلاً وإن لم يكن لك دين، فتدّبرما يقول القوم، وما تقدّم منهم إليك، وردّه على قلبك وعقلك، واجعل عقلك حكماً دون هواك؛ لو أني كنت كما قالوا ما وجّهوا إليك بهذه الأموال وما أردفوها بهذه العساكر ولا بذلوا في دفعك إياي إليهم هذه الأموال، ولا جمعوا لك من ترى من وجوه الجبل وفقهائهم ومعدّليهم ليشهدوا عندك بالزور، وما كان عليهم من رجل جاء إلى عدوّهم أو وليّهم ينتمي إلى نسب ليس منه؟.
  فمال الديلمي إلى الدنيا - فقال: دعني من هذا، ما كان هؤلاء ليشهدوا عندي بالزور -.
  فقال يحيى: هنا خصلة، تبعث رجلين ممن تثق بهما من رجالك مع رسولي إلى مكة والمدينة فيسألوا عني.
  قال: هذا يطول!
  قال: فدع هذا، ابعثْ رسولاً إلى الرَّي، ورسولاً إلى بغداد، ورسولاً إلى قزوين، وسائر المدن، فيسألواعن هؤلاء الشهود فتعرف حالهم وأنهم شهود زور، وأنهم أُكْرهوا على