أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[خطبة يحيى # للشهود]

صفحة 91 - الجزء 1

  وسُبيت ذراريكم واصطفيت أموالكم كان خيراً لكم من أن تشهدوا على ابن نبيكم بالعبودية وتنفونه من نسبه.

  قال: فعزمنا على أن لا نشهد.

  قال: فصاح بنا أبو البختري وسليمان: ما تنتظرون؟، خدعكم فانخدعتم وملتم معه على أمير المؤمنين، والله لئن امتنعتم من الشهادة عليه لتقتلن عن آخر كم، ولتسبين ذراريكم، ولتؤخذن أموالكم.

  قال: فتقدمنا فشهدنا عليه بأجمعنا إنه عبد لهارون ليس بابن بنت النبي صلى الله عليه وآله.

  وسمعت السميدع بن عبدالرحمن المرادي، يقول: عن أبيه عن جده، قال: نظر إليَّ يحيى بن عبدالله ~، فقال: ممن الرجل؟ قلت: من مراد، قال: مالنا ولمراد.

  قال: فبان لجستان حولتهم⁣(⁣١) وأنهم مكرهون، ولكنه مال إلى الدراهم.

  وطمع يحيى أن يختلفوا، فأجمعوا وأقدموا، فلما شهدوا قال يحيى ~:

  «ما لكم فرّق الله بين كلمتكم وخالف بين أهوائكم ولا بارك لكم في أنفسكم وأولادكم، أما والله لولا خوف الله ومراقبته لقلتُ مالا تنكرون، ولكن أُمسك مخافة أن تُقْتلوا وأن أُشرك في دمائكم، ولكن لأن أكون مظلوماً أحب إليَّ من أن أكون ظالماً».

  ثم قال: «وقد علمت أنكم مكرهون، وأنكم ضعفتم عن الصبر على القتل فوسّع الله عليكم وسلّمنا وإياكم من هذا الجبار العاتي».

  قالوا: كان عامة من حضر وشهدوا عليه قد بايعه، وكان سببه إلى جستان.


(١) في بعض النسخ: «حالة»، وأظنها من خلال سياق الكلام «حالتهم».