[نسخة الأمان الذي طلبه يحيى # من الرشيد]
  الوجوه، ولا سبب من الأسباب، فأنت يا يحيى بن عبدالله والسبعون رجلاً من أصحابك آمنون بأمان الله على ما أصبت أنت وهم، من مال أو دم أو حدث على أمير المؤمنين - هارون بن محمد - أو على أصحابه وقواده وجنوده وشيعته، وأتباعه ومواليه، وأهل بيته ورعيته وأهل مملكته، وعلى أنَّ كل من طالبه أو طالب أصحابه بحدث كان منه أو كان منهم من الدماء والأموال وجميع الحقوق كلها، فاستحق الطالب ليحيى بن عبدالله والسبعين رجلاً من أصحابه فعلي أمير المؤمنين ضمان ذلك وخَلاصُه حتي يوفيهم حقوقهم أو يرضيهم بما شاؤا، بالغاً ما بلغت تلك المطالبة، من دمٍ أو مالٍ أو حقٍ أو حدٍ أو قصاص؛ وأنه لا يؤاخذه بشيء كان منه أو منهم مما وصفنا في صدر كتابنا هذا، ولا يأخذه وإياهم بضغن ولا تِرَة ولاحقد ولا وغر بشيء مما كان منه من كلام أو حرب أو عداوة ظاهرة أو باطنة، ولا بما كان منه من المبايعة والدعاء إلى نفسه وإلى خلع أمير المؤمنين وإلى حربه.
  وأن أمير المؤمنين - هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب - أعطى يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب، والسبعين رجلاً من أصحابه عهداً خالصاً مؤكداً وميثاقاً واجباً غليظاً، وذمة الله وذمة رسوله، وذمة أنبيائه المرسلين، وملائكته المقربين، وأنه جعل له هذه العهود والمواثيق والذمم ولأصحابه في عنقه مؤكدة صحيحة، لا براءة له عند الله في دنياه وآخرته إلا بالوفاء بها، وأني قد أنفذت ذلك لك ولهم ورضيته وسلمته، وأشهدت الله وملائكته على ذلك وكفى بالله شهيداً، فأنت وإياهم آمنون بأمان الله، ليس عليك ولا عليهم عتب ولاتوبيخ ولاتبكيت ولا تعريض ولا أذى فيما كان منك ومنهم إذْ كنت في مناواتي ومحاربتي؛ من قتل كان أو قتال أو زّلة أو جرم أو سفك دم أو جناية في عهد أو خطأ أو