أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[نسخة الأمان الذي طلبه يحيى # من الرشيد]

صفحة 94 - الجزء 1

  أمر من الأمور سلفَ منك أو منهم؛ في صغير من الأمر ولا كبير؛ في سرّ ولا علانية، ولا سبيل إلى نقض ما جعلته لك من أماني ولا إلى نكثه بوجه من الوجوه، ولا سبب من الأسباب، وأني قد أذنت لك بالمقام أنت وأصحابك أين شئت من بلاد المسلمين، لاتخاف أنت ولا هم غدراً ولا ختراً ولا إخفاراً حيث أحببت من أرض الله، فأنت وهم آمنون بأمان الله الذي لا إله إلا هو؛ لا ينالك أمر تخافه من ساعات الليل والنهار، ولا أُدخِل في أماني عليك غشاً ولا خديعةً ولا مكراً، ولا يكون من إليك في ذلك دسيسٌ ولا جاسوسٌ، ولا إشارة ولا معاريض ولاكتابة ولا كناية ولا تصريح، ولا بشيء من الأشياء مما تخافه على نفسك من جديد ولا مشرب ولا مطعم ولا مَلْبس ولا أضمره لك، وجعلت لك ألا ترى مني انقباضاً ولا مجانبةً ولا ازوراراً.

  فإنْ أمير المؤمنين - هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب - نقضَ ما جعل لك ولأصحابك من أمانكم هذا، أو نكثَ عنه أو خالفه إلى أمر تكرهه أو أضمرَ لك في نفسه غير ما أظهر، أو أدخل عليك فيما ذكر من أمانه وتسليمه لك ولأصحابك المسَمّين التماس الخديعة لك، والمكر بك، أو نوي غير ما جعل لك الوفاء به؛ فلا قبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، وزبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر طالق ثلاثاً بتة، وأن كل مملوك له من عبد أو أمة وسرية وأمهات أولاده أحرارٌ، وكل امرأة له وكل امرأة يتزوجها فيما يستقبل فهي طالق ثلاثا، وكل مملوك يملكه فيما يستقبل من ذكر أو أنثى فهم أحرارٌ، وكل مال يملكه أو يستفيده فهو صدقة على الفقراء والمساكين، وإلا فعليه المشي إلى بيت الله الحرام حافياً راجلاً، وعليه المحرجات من الأيمان كلها، وأمير المؤمنين - هارون بن محمد بن عبدالله بن علي بن عبدالله بن العباس - خليع من إمرة المؤمنين، والأمة من ولايته براء، ولا طاعة له في أعناقهم، والله عليه وبما