أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[نسخة أمان الفضل بن يحيى]

صفحة 96 - الجزء 1

  المواثيق والأمان والذمم لك ولأصحابك بعد استثماري عبدالله هارون بن محمد - أمير المؤمنين - وأمرني بإنفاذ ذلك لكم، ورضيه وجعله لكم، وتسليم ذلك من قبله ومن معي في عسكري من وزرائه وقواده وشيعته من أهل خراسان، فأنت وإياهم آمنون بأمان الله».

  ثم أتمّ الكتاب على نسق الأول، ثم وجّه به إلى الفضل بن يحيى وسأله أن يكتب له بخطّه، ويشهد له على نفسه أولئك التسعمائة رجل الذين جُمِعُوا له من الكور وشهدوا عليه، والأربعمائة الذين شهدوا عليه من أهل طبرستان وجرجان، ويشهد بعد ذلك القوّاد والجند الذين معه في عسكره، ثم يشهد أهل الري وأهل قزوين، ففعل الفضل بن يحيى ذلك وسارع إليه.

  فلما قبل يحيى الأمان، وأخرجه جستان، حَمل إليه الفضل بن يحيى المال، وقَبل المال، وسلّمَ يحيى إلى الفضل.

  فلما قرب يحيى بن عبدالله من عسكر الفضل استقبله وترجّل له وقبَّل ركابه، وذلك بعين جستان، - وبذلك أمره الرشيد - فلما رأى جستان ما فعل الفضل بن يحيى بن خالد بيحيى بن عبدالله، جعل ينتف لحيته ويحثو التراب على رأسه ندامةً على ما فعل، وجعل يدعو بالويل والثبور، ويتأسّف على يحيى كيف خذله وأَسْلمه، وعلم أنهم مكروا به، وأنهم شهدوا زوراً، ورأى ذلك من معه من قوّاد الديلم، وانتشر فيهم الخبر فاجتمعوا وتشاوروا في مَلِكِهم وسوء فعله، فأجمع رأيهم على خلعه وقتله، فخلعوه وقتلوه، وولوا عليهم مكانه رجلاً من أهل بيت المملكة؛ وكان قد أسلم على يدي يحيى بن عبدالله جماعة، فبنوا منزله الذي كان يسكنه مسجداً وعظموه، وهم إلى الآن يقولون نحن أنصار المهدي. «فهذا سبب دخول يحيى الديلم».