[مجلس يحيى (ع) مع الرشيد، وخبره مع الزبيري]
  · [السبب الثاني]
  قال محمد بن القاسم #: حدثني أبي قال: كان بكار بن مصعب(١) بن ثابت الزبيري عاملاً لهارون على المدينة، فوشي بيحيى بن عبدالله بعدما رجوع إلى الحجاز، فكتب إلى هارون أنّ بالحجاز خليفة يعظمه الناس ويختلفون إليه من جميع الآفاق، ولا يصلح خليفتان في مملكة واحدة، وذكر أنه يكاتب أهل الآفاق.
  وكثر عليه في أمره وهو على الغدر فليحذره أميرالمؤمنين، وليبادر برفعه إليه وإلا فتقا عليه فتقاً عظيماً؛ فوقع الثانية بهذا السبب؛ فكان في الحبس حتى كان من أمره ماكان.
[رواية أخرى]
  قال أبو زيد عن ابن زبالة المدائني: قال لما رجع يحيى إلى الحجاز بالصلات والأموال جعل يفرّقها على الأشراف وأهل الحاجة سراً وعلانية، وكان هارون قد ولىّ المدينة بكار بن مصعب، وجعله عيناً على يحيى، لعلمه بشدة بغضه للطالبيين وتعصّبه عليهم، فلم يزل بكار يوغر صدرهارون ويسعى إليه بيحيى حتى أمر الرشيد بحمله وحبسه وتقييده.
[مجلس يحيى # مع الرشيد، وخبره مع الزبيري]
  وحدثني ابن النطاح عن المدائني، قال: حدثني الضبعي عن بعض النوفليين، قال: دخلنا
(١) تفيد كثير من المصادر بأن عبدالله بن مصعب الزبيري هو صاحب اليمين الزبيرية، ومما يساند هذا القول نسبة الأبيات الشعرية الآتية إليه، وهي تلك الأبيات التي حرض بها الإمام النفس الزكية وأخيه الإمام إبراهيم بن عبدالله على الخروج، وما رواه المؤلف الرازي عن محمد بن القاسم وابن النطّاح مخالف للمشهور ما لم تسانده على هذا مصادر أخرى، انظر المقاتل (٢/ ٣٩٥ - ٤٠١)، والإفادة ١٠٣، والحدائق الوردية مصورة (١٩٢)، والشافي ١/ ٢٣٦، وتاريخ الخلفاء (١/ ٢٣٦)، والتحف شرح الزلف.