[شبهة في قوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}]
  واليهود والنصارى وعبدة الأصنام، أحسن حالاً ممن قال بهذا القول، واعتقده ديناً، وعلّمه الناس، ودعا إليه، ووضع فيه الكتب بالرد على أهل العدل.
  وإن قلت: إنك لا تقول بواحد من القولين، لا أنه منفرد بالفعل دون العباد، ولا أنه فَعَلَ بعض أفعالهم، ولا حال بينهم وبين أمر دعاهم إلى دخول فيه، وعلم أنهم لا يفعلونه، ولم يرد أن يكون منهم غير ما يعلم. فإن رجعت عن هذا كله، لزمك أنك كنت مقيماً على الكفر والشرك، وأنك لم تكن بمسلم، (ولكنه من عدم الجوهر، تمسّك بالزجاج الأخضر)، وأنك قد أهلكت جميع من أخذ بقولك، وتعلّم منك، ودان بدينك، ورجعت إلى قولنا بالعدل، وذلك هو دين الله ø، و دين ملائكته ورسله $، أنك تقول القول الثابت الذي هو الحق والعدل، إن ذلك الأمر الذي أعدّ الله ø للظالمين، من النار التي أحاط بهم سرادقها، والماء الذي كالمهل يشوي الوجوه، في سوء المرتفق، وخلود الأبد، هو بما استحقوا واختاروا لأنفسهم، واتبعوا فيه أهواءهم، الذي ذكر الله ø في كتابه حين يقول: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}[النازعات].
  فإن قلت هذا القول وبّرأت الله ø من أفعال عباده، ودخلت في الاسلام من ذي قبل، فقد سلمت ونجوت، وبطل ما كنت عليه، والحمد لله رب العالمين.
  ثم يجب عليك أن تستغفر الله ø من التعليم الذي مضى منك، إلى من