[شبهة على قوله، {ويتخذ منكم شهداء}]
[شبهة على قوله، {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله ø: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}[آل عمران: ١٤٠]، هل أحب الله أن يستشهد أحد من خلقه؟
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أفليس إنما تكون الشهادة بأن يُقتل الرجل، أفليس قد أحب الله أن يقتل، لأنه قد أحب أن يستشهد، والشهادة لا تكون إلا بقتلٍ من عاصٍ؟! أفليس قد أحب الله أن يكون إذاً المعصية، لأن الشهادة لا تكون إلا بمعصية، فقد أحب الله أن تكون المعصية ممن علم أنه سيعصي؟
  فإن قالوا: لم يحب الله أن يستشهد أحد من خلقه.
  فقل: أفليس قد كره الله ما صنع بحمزة بن عبد المطلب، ولم يحب ما يصنع، ولا أن يستشهد أحد ممن كان مع رسول الله ~ وعلى آله وسلم، وقد أمر الله بما لا يحب، لأنه قد أمر بالقتل وفيه الشهادة، فقد أمر بما لا يحب، وقوله: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}، فهو لا يحب ما قال إني متخذه منكم ومثيبكم عليه الجنة.
  فإن قالوا: نعم، فهو تكذيب لكتاب الله، فأبصر مواضع هذه المسائل، فإن فيها بلاغاً والحمد لله.