[شبهة على قوله، {ويتخذ منكم شهداء}]
  الجواب قال أحمد بن يحيى ª: قد فهمنا ما اعتللت به من قول الله جل ثناؤه: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}، واعتقادك في ذلك أن الله - ø عما قلت - هو الذي قتل الشهداء وسفك دماءهم، وأراد ذلك من المشركين وقدّره عليهم، وخلق فعلهم بالمؤمنين، وقضاه على الفريقين جميعاً، فقَتَلَ أولياءه وأهل طاعته وعبادته ومحبته، وأنصارَ نبيه صلى الله عليه، بأيدي أعدائه المخالفين له، والمشركين به، والمحاربين له ولنبيه صلى الله عليه، ولمن والاه ووالي رسوله من المؤمنين، وهذا القول يوجب عليك أن حسن نظره ورضاه ومحبته وإرادته، لِظَفَرِ المشركين بأوليائه وأهل طاعته، وقَتلِ حمزة بن عبد المطلب رحمة الله عليه ورضوانه.
  فلم يفعل المشركون من قتل المؤمنين - على قولك - إلا ما أراد الله ø من قتلهم لأهل طاعته وأنصاره، وأوليائه وصفوته، فذلك قولكم أيها المجبرة، وعليه وضعت حجتك هذه علينا، في اتخاذه الشهداء من المؤمنين، وأنه هو الذي أراد قتلهم وقضاه عليهم، وأراد كون العصية من المشركين – زعمتَ.
  ونحن نقول لك: إن إرادة الله ø في قتل المؤمنين على قولك، موافقة الإرادة إبليس اللعين في قتل المؤمنين، لأن إبليس أراد أن يُقتل الأنبياء والمؤمنون، وأن تكون الغلبة والظفر للمشركين، لأنهم أولياؤه وأهل طاعته، فأراد إبليس أن تكون الدائرة والحسرة على أعدائه المؤمنين، لأنهم أبغض الفريقين إليه، وكذلك إرادة الله - زعمتم - في حجتكم هذه علينا أن إبليس أحسن نظراً لأهل طاعته من الله ø لأهل طاعته، لأن إبليس يريد أن يكون الظفر للمشركين على المؤمنين، وإن الله - ø عما قلتم - أراد قتل المؤمنين وسفك دمائهم، وظهور المشركين عليهم وظفرهم بهم، وأن يعصيه المشركون في قتلهم.
  فبَينَ إرادة الله ø في أوليائه وأهل طاعته وأنبيائه والأئمة من عباده، من