[شبهة في قوله، {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم}]
  يلزمك أن إرادة محمد رسول الله صلى الله عليه مخالفة لإرادة الله سبحانه، لأن محمداً ~ أراد من الكفار الإيمان، والله ø أراد منهم الكفر - على قولك - وكذلك الشيطان أيضاً أراد منهم الكفر، فأيها الموافِقةُ إرادته لإرادة الله ø، أمحمد نبي الله صلى الله عليه، أم إبليس عدوّا الله لعنه الله؟!
  فإنه لابد لك ان تقول: إن إرادة إبليس موافقة لإرادة الله ø، وإرادة محمد صلى الله عليه مخالفة لإرادة الله ø. هذا لازم لك إلا أن ترجع عن هذا القول، فنفلجك وأنت مقهور مغلوب، فاختَرْ من هذا ما بدا لك!
  واعلم أن الموافق أولى أن يكون رسولا لله ø ووليًّا وصفيًّا من المخالف لله جل ثناؤه. فإبليس أحق بالرسالة والاصطفاء والولاء - في قولكم ودينكم و اعتقادكم - من محمد صلى الله عليه (لموافقته لإرادة الله ø، ومخالفة محمد صلى الله عليه) لإرادة الله ø.
  وهذا القول لازم لك بالحجة الواضحة، ولكل مجبر على وجه الأرض لا مخرج لكم منه إلا بالتوبة والرجعة عن هذا البهتان العظيم، والجهل الكبير، وما في حسابي أن حميّة الجاهلية التي اعتصم بها أهل الأصنام بخارجة من قلوبكم إلى القول بالعدل، فلا يبعد الله إلا من ظلم.
  واعلم أن الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة، إنما يقعان بعد إثبات الحجة، وإبلاغ الرسل، وأئمة الهدى $، والحمد لله رب العالمين.