[شبهة في قوله {فعال لما يريد 107}]
  فقل: أفليس تختلف إرادة الله ومحبته؟
  فإن قالوا: نعم، فقد أعظموا الفرية على الله، حيث زعموا أن إرادة الله ومحبته مختلفة:
  إحداهما قاهرة.
  والأخرى مقهورة.
  واحدة نافذة.
  والأخرى ليست بنافذة.
  فإن قطعوا بها فليس لها وجه إلا ما أراد الله فهو كائن، فلم يرد الله أن يؤمن الناس جميعاً ولا يكفروا جميعاً، وإن ما أراد الله أن يكون فهو كائن كما أراد أن يكون، فذلك العدل قد أقروا به.
  الجواب قال أحمد بن يحيى @: وسألت عن قول الله سبحانه: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧}[هود: ١٠٧، البروج: ١٩]؟ وزعمتَ أنا إن قلنا: إن لله ø إرادتين ومحبتين، لزمنا - زعمت - أن له إرادة قاهرة، والأخرى مقهورة، وأنَّا قد أعظمنا على الله ø الفِرية إن قلنا أن إرادته ومحبته مختلفة، وأن إحداهما نافذة، والأخرى غير نافذة.
  وقلت: إنه يلزمنا إن قلنا ذلك، أنا نوجب عليه الضعف والقهر.
  وإنما يجب الضعف على من عجز عن انفاذ إرادته، وقُهر على بلوغ أمره، وحِيلَ