[شبهة في قوله {فعال لما يريد 107}]
  قولكم، وهذا أحول المحال الذي لا محال أوضح منه، وفي هذه الحجة وحدها انقطاعك في الإرادتين جميعاً، وبيان غلبتنا لك، وسقوط حجتك، والحمد لله رب العالمين.
  وقوله ø: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٢٦ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ٢٧}[النساء]، وذلك الأمر الذي أراده الذين يتبعون الشهوات هو إرادة الله أيضا - زعمت - لأنه عندك وفي قولك خَلَقَها وقدّرها، فعند ذلك نقول لك: أخبرنا عن إرادة الله ø التي ذكر من التبيين لعباده، والهادية للسنن الماضية من الحق؟ أليس هي إرادة الله جل ثناؤه؟!
  فإن قلت: لا، كفرت بالقرآن.
  وإن قلت: نعم.
  قلنا لك: فهل هي إرادة حق وعدل ورشد وصواب؟
  فإن قلت: لا، كفرت.
  وزعمت أن إرادة الله ø للبيان لعباده، والهداية لهم إلى سنن الذين أنعم عليهم من قبلنا أنها غير حق ولا رشد، ولا عدل ولا هدى.
  قلنا لك: هذا خروج من الاسلام جملة.
  وإن قلت: إنك لا تقول ذلك، وإنها إرادة عدل ورشد، وهدى وصواب.
  قلنا لك: هذا هو الحق وهو قولنا.