مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله {فعال لما يريد 107}]

صفحة 278 - الجزء 1

  قولكم، وهذا أحول المحال الذي لا محال أوضح منه، وفي هذه الحجة وحدها انقطاعك في الإرادتين جميعاً، وبيان غلبتنا لك، وسقوط حجتك، والحمد لله رب العالمين.

  وقوله ø: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٢٦ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ٢٧}⁣[النساء]، وذلك الأمر الذي أراده الذين يتبعون الشهوات هو إرادة الله أيضا - زعمت - لأنه عندك وفي قولك خَلَقَها وقدّرها، فعند ذلك نقول لك: أخبرنا عن إرادة الله ø التي ذكر من التبيين لعباده، والهادية للسنن الماضية من الحق؟ أليس هي إرادة الله جل ثناؤه؟!

  فإن قلت: لا، كفرت بالقرآن.

  وإن قلت: نعم.

  قلنا لك: فهل هي إرادة حق وعدل ورشد وصواب؟

  فإن قلت: لا، كفرت.

  وزعمت أن إرادة الله ø للبيان لعباده، والهداية لهم إلى سنن الذين أنعم عليهم من قبلنا أنها غير حق ولا رشد، ولا عدل ولا هدى.

  قلنا لك: هذا خروج من الاسلام جملة.

  وإن قلت: إنك لا تقول ذلك، وإنها إرادة عدل ورشد، وهدى وصواب.

  قلنا لك: هذا هو الحق وهو قولنا.