[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]
[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم أليس قد تزعمون أن الأسماع والأبصار والجوارح منة من الله ø على الكافرين؟!
  فإن قالوا: بلى.
  فقل: أفليس بمنّ الله عصوا، وبمنّ الله ظلموا، فإنما أشركوا بمنة الله، وبمنة الله زنوا وسرقوا، وبفضل الله وبمنته كفروا؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أخبرونا عما به كفروا وبه ظلموا، أخير ذلك لهم أو شر لهم؟!
  فإن قالوا: ذلك خير لهم، فالعذاب إذاً خير لهم من الرحمة، لأنه إنما منّ عليهم بشيء لو لم يمن عليهم به لم يعذبهم، فإنما عذبهم لأنه من عليهم، فإن تك منته التي من بها عليهم في الأسماع والأبصار، كانت خيرا لهم، فبالخير عذبوا، لأن ذلك الخير لو لم يجعله الله لهم لم يعذبوا، فكان من الله عليهم شرا، ولم يكن خيرا لهم.
  وإن زعموا أن ذلك الذي جعل له منة أن لو لم يجعله لهم لم يعذبوا، فترك المنة إذا خير لهم من أن يعذبوا، فهذا قول عظيم، {مُخْتَلِفٍ ٨ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩}[الذاريات].
  الجواب قال أحمد بن يحيي ~: وسألت عن الأسماع والأبصار والجوارح كلها، هل هي منة من الله ø على الكافرين؟
  فإذا قلنا لك: نعم.