مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل رضي الله عن كل شيء علمه]

صفحة 82 - الجزء 1

  عليه وعلى آله ساحر" كذاب، وإنه رضي بقتل الأنبياء، وأئمة الهدى، والأمرين بالقسط من الناس.

  فإن قالوا: لا يسعنا ولا يجوز لنا غير القول بهذا، لأن الله رضيه وقضاه، واراده وأحبه، وشاءه وخلقه من فعل العباد، اراده لنفسه ولنبيه وللمؤمنين، فلا يسعنا ولا يجوز لنا إلا أن نرضى بها رضي الله سبحانه واراد، وأحب وشاء، لزمهم في قولهم أن يرضوا بشتم الله ø، وشتم رسله صلى الله عليهم، وقتلهم وقتل الأئمة والمؤمنين، وقول اليهود: {الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣٠]، وقول النصاري: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣٠]، وقول الكفار: {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}⁣[المائدة: ٧٣] وإن له صاحبةً و ولداً وشركاءَ، وقولهم: إن يده مغلولة، وكل عيب نسبه الكفار إلى الله، ø عن ذلك، وعلا علوًّا كبيرا! وما نسبوا إلى رسوله ÷ من السحر والشعر والكهانة والكذب، وأنه يعلّمه بشر وأنه مجنون.

  وإن قال: لا يرضى بهذا ولا يحبّه، ولا يريده ولا يشاؤه، ولا يعتقده ولا يقول به، كفر - بدينهم الذي كان عليه، ورجع عن مذهبه، وانتقض جميع ما وضعه - لهم عبد الله بن يزيد البغدادي.

  ونساهم أيضا عن قول الله ø: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٢٨}⁣[محمد]، من عنى الله جل ثناؤه بهذا القول، الملائكة والأنبياء والمرسلين والأئمة الراشدين والمؤمنين، أم عني بذلك الكفار والمشركين واليهود والنصارى؟!

  فإن قالوا: عنى بذلك الكفار والمشركين واليهود والنصارى وجميع العصاة،