[شبهة من ميز بين الكفر والايمان]
  أهذا ويحك من اراد الكفر من عباده؟! جلّ عن ذلك رب العالمين!
  وقوله: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ٦٠ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ٦١ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ٦٢ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٦٣ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ٦٤}[يس]، أهذا قول من أراد الكفر منهم ثم عنفهم وعاقبهم على فعله وعلى ما أرد منهم؟!
  أهذه صفة الرحيم الحكيم، الذي أخبر الله ø عن نفسه أنه لا يجور ولا يظلم، وقال في كتابه: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}[آل عمران]، وقوله ø: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٢٨}[الأعراف]؟!
  فهذه الآية مكذبة لقولك ولمن مضى من قبلك ولمن بقي من إخوانك، إذ صرتم في الفرية على الله جل ثناؤه إلى كل باب عظيم، لا تقوم له الجبال، بمفارقتكم للقرآن صراحا، ومجادلتكم بغير القرآن، إلا ما تعلقتم به من المتشابه الذي جهلتم فيه التأويل، والمعرفة باللغة العربية، التي خاطب الله جل ثناؤه أهلها، وفارقتم الحق وأبغضتم أهله، وقال قال تبارك وتعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء: ٨٣]. وكفى بهذه الآية كلايةً وبيانا وقطع عذر، لمن تخلف عن الحق وأهله! لو قامت نَصَفَة، أو إعراض عن حمية أو قِيمَ لله جل ثناؤه بواجب حق، {فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٤١}[المؤمنون]!
  وقوله ø: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ١٨ مِنْ