مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل رضي الرسول من الكفار بما رضي الله منهم]

صفحة 84 - الجزء 1

  وهامان وإخوانَهم أحب إلى الله ø من محمد #، ومن جميع الرسل، ومن أئمة الهدى، ومن المؤمنين والصالحين!

  فإن قالوا: إنا نشنع عليهم، ونقول ما لم يكن منهم.

  قلنا لهم: أفليس هذا احتجاجهم، وقولهم في كتاب عبد الله بن يزيد البغدادي يشهد على ما قلنا، وإن جميع الخلق من أهل المقالات يعلمون أن المجبرة والخوارج يقولون كلهم: إن كل شيء في الأرض بقضاء الله وقدره، وإرادته ومشيئته ومحبته، وإن أفعال العباد اللهُ خلقها وقدّرها، وإنه إذا كان لأحدهم أبن فاسد، أو به أو هو على ضلال أو فسق، وسأله عنه أحد من الناس؟ قال: ذاك رجل كما شاء الله له، وذاك رجل كما احب الله، وذاك رجل كما قضى الله عليه، وذاك رجل كما قدّر الله عليه أن يكون وأراد.

  وإذا كان له ابن صاحبُ عفاف وصلاح، فسئل عنه؟ قال: ذاك رجل كما تحب ويسرّك، وكما ترضى وتريد، ولم ينسب ذلك العفاف والصلاح إلى الله ø، كما نسب إليه فسق الفاسقين، وفعل ذي العاهة، وفساد الفاسد.

  ثم تسمع من قولهم إذا أخذوا في الأحاديث، وذكروا المدن، قال القائل منهم: سبحان من خرّب البصرة، لعن الله من خرب البصرة، فبينما هو يسبّحه إذ لعنه، جهلاً منهم بعدل الله ø، والفرق بين فعله وفعل الآدميين، وقلَّة معرفةٍ بحدود المنطق وواجب العدل.

  ومن شأنهم أن يقول الواحد منهم: كنت أهوى فلانة الفاسقة، فخرجتُ في طلبها البارحة فلقَّانيها الله كما أحب وأشتهي. وفي هذه الكلمة كفرانِ اثنان عظيهان فاحشان: