[هل رضي الرسول من الكفار بما رضي الله منهم]
  أما واحد: فكذبه على الله ø، وإسناده إليه ما هو منه بريء أنه - زعم - أحب وشاء.
  والآخر: قوله: كما أحب الله واشتهى، والشهوة لا تكون إلا من الآدميين، ولا يجوز أن يقال: اشتهى الله، لأن هذا تشبيه، وإنما يجوز أن يقال: شاء الله ø. فافهم هذا الباب.
  ثم يقول هذا المجبر الجاهل: فباتت فلانة معي في أسرّ ليلة، وأحسن مجلس، فلما كان في آخر الليل جاء الشيطان فألقي في قلبها بَليَّةً فأفسدها عليّ، فقالت: لست أقعد وأنا أخرج من عندك، فخرجت وتركتني، فنسب الملعون إلى الله، ø عما قال! أنه الذي لقَّاها إياه، ونسب إلى الشيطان أنه الذي سوّل لها الخروج من عنده!
  فأي كفر أعظم من هذا الكفر؟! وأي جهل أعظم من هذا الجهل الذي احتج عبد الله بن يزيد البغدادي في نصرته؟! والقيام بعذر أهله؟! والإبطال للكتاب، والعدل والحكمة.
  ومن ذلك وَضعُه علينا كتاباً يُبطل به العدل زعم، ويُثبت به حجج الكفار والزناة والفساق، ويلزم الله سبحانه ما أسندوه إليه ورموه به، من العظائم والقبائح، قدوس قدوس رب العالمين!
  ومن قولهم أيضا المعروف بينهم: أن يقعد الواحد منهم يحدث إخوانه فيقول: كنّا البارحة نشرب الخمر، ثم انقطع بنا فلم يبق معنا خمر، فبينما نحن كذلك إذ رزقنا الله قربة خمر، فأتممنا بها آخر مجلسنا.
  فهذا القول واشكاله يضع فيه عبد الله بن يزيد البغدادي الحجج، ويقول لأصحابه: قولوا لأهل العدل كذا وكذا، فإنهم لن يقدروا لكم على جواب، ولن