مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله، {وكانوا لا يستطيعون سمعا 101}]

صفحة 161 - الجزء 2

  يُبْصِرُونَ ١٩٨}⁣[الأعراف]، وقال ø في موضع آخر: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}⁣[مريم: ٣٨]، يعني: ما أسمعهم وما أبصرهم! مثل ما تقول العرب: أكرم بفلان، أي: ما أكرمه!

  وقوله ø يعنّف الكفار، ويعجّب نبيه # من كذبهم: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ٥}⁣[فصلت]، فلو كان في آذانهم وقر لم يسمعوا دعاء النبي صلى الله عليه لهم إلى الإسلام، ولم يجز أن يخاطبوه ولا يردوا عليه هذا القول، وهم لم يسمعوا قوله حين دعاهم. فهذا أوضح شاهد عليك.

  وقال الله ø في أهل النار: {وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ١٠٠}⁣[الأنبياء]، فإن كان هذا القول على ظاهر الآية أن أهل النار لا يسمعون عندكم أيها المجبرة، فهو خير لهم أن لا يسمعوا ما فيها من البلايا والأموال، والأصوات المنكرة المكروهة، وأصوات السلاسل والأغلال، وما فيها من الأنكال.

  فإن قلت: إنهم فيها لا يسمعون وحقّقت ذلك، لأن يجوز كذبك، أكذبك الله جل ثناؤه في القرآن المبين، حيث يقول ويوجب أن أهل النار يسمع بعضهم بعضا فقال: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا}⁣[غافر: ٤٧]، {مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ٢١}⁣[إبراهيم]. فقد صح وثبت أن هذا قولُ مَن يسمع بعضهم عن بعض، ولو كانوا لا يسمعون ما تحاجوا، ولا فهم