[شبهة في قوله، {وكانوا لا يستطيعون سمعا 101}]
  بعضهم عن قول بعض، وإنما عنى انهم لا يسمعون فيها شيئا من الرحمة ولا الخير.
  وقوله: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١}[الكهف]، إنما يعني بذلك: أهم لا يريدون استماع الحق ولا الرغبة فيه، ولم يستعملوا استطاعتهم في طلبه، كما قال جل ثناؤه: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي}[الكهف: ١٠١]، والله ø لا يُذكَر بالأعين، وإنما يذكر بالألسن، وهذا دليل على أن القوم المجبرة إنما هلكوا في الدين من جهلهم بمعاني اللغة العربية، وإعراضهم عن الأئمة الذين استخلفهم الله ø على عباده وبلاده، وجعلهم ورثة لنبيه صلى الله عليه وعليهم.
  ومن الحجة على ما قلنا في معرفة اللغة العربية، قول الشاعر:
  لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيا ... ولكن لا حياة لمن تُنادي
  يعني بذلك: الأحياء الذين لا يريدون استماعه ولا القبول عنه. فقال: ولكن لا حياة لمن تنادي، وفيهم الحياة موجودة. فافهم معاني اللغة العربية كيف تتصرف.
  ثم قال في صفة الميت الجائز عند العرب في لغتها، ما يروى عن قيس بن عاصم التميمي ثم المنقري، وهو الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه، فقال فيه رسول الله صلى الله عليه: «هذا سيد أهل الوبر»، فلما حضرته الوفاة دعا بناته وحامّته فقال لهم: لا أسمعن من يندبني ويبكي على بعد موتي. فجاز هذا في لغة العرب، والميت لا يسمع بكاءً ولا غيره.