مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل يوصف الله بـ (فاهم)]

صفحة 98 - الجزء 1

  معمول، وعرفان في العقول»، ولم يحدّ الإيمان بحدّ يُلمس، ولا بحسِّ يُجس.

  ثم سئل ما الإيمان مرة أخرى؟ فجاء # بالمعنى الأول بعينه، بلفظ غير اللفظ الأول، فقال: «الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، ومعرفة بالجَنان»، ولم يصف الإيمان أنه مخلوق، ولا أنه موجود بين ستة حدود، وهي: الخلف والقدّام، والميمنة والميسرة، والفوق والتحت، التي لا بد منها للشيء، من جميع ما خلق الله ø، وأنتم فلا توجدوننا أفعال العباد بين هذه الحدود ابداً، وذلك الدليل على أنها غير مخلوقة، وأنها حركات بني آدم وفعلهم، شاهِدُ ذلك الأكبر الذي لا يُرَدُّ قول الله ø للظالمين: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}⁣[العنكبوت: ١٧]، فصح أن ما خلقوه ليس بخلق الله ø، وفي أقل من هذا كفاية، والحمد لله رب العالمين.

  * * *