[هل يوصف الله بـ (فاهم)]
  وأدركوه، وإن قصروا بعد دعاء الرسل لزمتهم الحجة، لقول الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: ١٥٨]، ولا عذر لأحد من الأولين والآخرين في أداء ما افترض الله عليه، من توحيده وعدله ودينه، وإن عذرتَه أنت بجهلك وفريتك على الله جل ثناؤه، وجعلك له الحجة على الله سبحانه، ورددتَ القرءان، والله سبحانه يقول: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٩٥]، وقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات]. وكل هذا يكذب قولك الذي قلتَ، إن الله ø أراد أن لا يعبدوه، وأراد أن لا يؤمنوا، وأن يكفروا ويفجروا.
  فإن قال لنا قائل: أليس قد تجدون في الرواية عن النبي صلى الله عليه وعلى أهل بيته وسلم أنه قال: «رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الطفل حتى يبلغ».
  فإذا قلنا: قد صح ذلك.
  قال: كيف زعمتم أن الفرائض لازمةٌ للنائم والمستيقظ، فهذا ينقض ما قلتم؟!
  قلنا له: إنما يزول عن النائم فعل الفرائض ما دام في نومه، ولا يزول عنه اعتقادها ولازِمُها الواجب المحتوم الذي لا يسقط، والدليل على ذلك أنه لا يجوز أن تقول لرجل نائم: هذا الرجل النائم قد زال عنه الإيمان بزوال عقله، وما هو فيه من نومه، ولكن يجوز أن تقول: قد زال عن هذا النائم عمل الفرائض ما دام نائماً، فهذا وجه الصواب، والحمد لله رب العالمين.
  ومن الحجة لنا عليك أن أفعال العباد غير مخلوقة، قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ وقد سُئل ما الإيان؟ فقال: «الإيمان قول مقولٌ، وعمل