الرد على الأباضية
صفحة 236
- الجزء 2
  قال أحمد بن يحيي ~: اعلم - أرشدك الله - أن الجعل في كتاب الله ø يخرج على وجهين:
  فمنه جعلُ حَتْمٍ وهو قوله ø: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا}[الأنبياء: ٢٥]، وقوله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ}[الإسراء: ١٢]. وما أشبه لك من جعل الحتم.
  والجعل الآخر فهو قوله ø: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}[القصص: ٤١]، فذلك جعلُ حكمٍ وتسمية، أي: جعلناهم وسميناهم بفعلهم، وكذلك أئمة الهدى استحقوا الإمامة بالهدى والتقوى، فحكمَ لهم بالهدى والتقوى، وجعلهم أئمة لعباده وكهفا ونجاة.