الرد على الأباضية
  وقدر خالقان، وذلك من جهل من يلقون من الناس بالدين، وبلغة العرب التي خاطب الله بها ø رسوله صلى الله عليه، وخاطب رسول الله صلى الله عليه القوم أهل اللسان العربي، الذي بعث ~ به.
  فالجواب لهم عليهم لعنة الله أن يقال لهم: إن اللغة العربية واسعة، جهلتها القرامطة وغيرهم، ولذلك مَوَّهوا على الخلق الذين لا يعقلون، ومن ذلك أن العرب تسمي أسماء كثيرة بأضدادها من الكلام، من ذلك أنك تقول: مولاي فلان الذي أعتقته، وفلان مولاي الذي أعتقني، فجاز الاسم لهما جميعا وهما ضدان، وتسمي العرب المكري الذي يكري الإبل كريا، وتسمي المكتري الذي اكتري من الجمال أيضا كريا. قال الشاعر:
  كرية لا يطعم الكريا ... ومثلها لا يصحب المطيا
  قال رسول الله ÷: «البيعان بالخيار ما لم يفترقا»، يعني: البائع والمشتري، فسماهما: بيعان، وإنما أحدهما: بَيِّعٌ، والآخر: مشتري، والوكيل يجوز في لغة العرب المالك للشيء كله يسمي وكيلَ شَيِّه، أي: مالكه، والوكيل لغيره يسمى: وكيلا، وكل ذلك جائز في اللغة معروف غير منكر والحمد لله، لا ما ذهبوا إليه من الكفر، وإن كون وقدر يخلقان من دون الله ø وتقدس عما قالوا علوا كبيرا.
  ٨٢ - وسألت عن قوله ø: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}[الأنبياء: ٧٣]. وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}[القصص: ٤١] فقلت: ما معنى هذا في العدل؟